نظمت غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالتعاون مع مجلس الغرف السعودية وغرفتي تجارة الرياض وجدة والسفارة السعودية في برلين وسفارة جمهورية ألمانيا في الرياض، وكذلك مكتب الاتصال السعودي الألماني للشؤون الاقتصادية، زيارة لوفد اقتصادي ألماني ضم 25 من ممثلي كبريات الشركات الألمانية وكذلك عدد من ممثلي الشركات متوسطة الحجم.

زيارة الوفد الذي ترأسه رئيس الغرفة الدكتور بيتر رامزاور الوزير الاتحادي السابق وأمين عام الغرفة الأستاذ عبد العزيز المخلافي واستغرقت عدة أيام هدفت الى الاطلاع على التطورات والتحولات الاقتصادية التي تشهدها المملكة وامكانيات التعاون الاقتصادي بين الجانبين السعودي والألماني. الزيارة التي تضمنت برنامجا من اللقاءات والزيارات تمتد لثلاثة أيام في الرياض والى يوم إضافي في جدة شملت الالتقاء بممثلي الوزارات والجهات الرسمية وممثلي القطاع الخاص السعودي وكذلك زيارة المؤسسات الاقتصادية المختلفة إضافة الى المعالم والمواقع الثقافية. أتت الزيارة في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية تطورات عديدة وشاملة في جميع قطاعات الاقتصادية خصوصا عقب اعلان برنامج “رؤية السعودية 2030” في ابريل من هذا العام. وفي مستهل الزيارة التقى الوفد بسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في الرياض ديتر هالر والذي قدم تصورا عاما عن التحولات الجارية حاليا في السعودية والتي شملت الى جانب التحولات الاقتصادية أيضا تطورات إيجابية في المجتمع، كما تحدث السفير عن العلاقات التقليدية الجيدة السعودية الألمانية والتي عكست نفسها على نمو الصادرات الألمانية الى السعودية والتي نمت بنسبة 12,3% لتصل الى حدود 10 مليارات يورو.

خلال الزيارة التي قام بها الوفد الى مقر غرفة تجارة الرياض أجري أعضاء الوفد لقاءات ثنائية مع اكثر من 30 من رجال وسيدات الاعمال السعوديين تم خلالها تبادل الآراء حول افضل سبل تعزيز الشراكة التجارية والاقتصادية ومجالات التعاون الثنائية المختلفة، كما التقى أعضاء الوفد بممثلي  العديد المؤسسات الحكومية السعودية كان منها اللقاءات التي جمعتهم بكل من امين منطقة الرياض المهندس إبراهيم بن محمد السلطان وامين محافظة جدة الدكتور هاني محمد أبو راس، كل على حدة، واللذان اطلعا الوفد على التطورات الاقتصادية والتنموية المختلفة التي تشهدهما كبرى مدن المملكة.

كما تضمن برنامج وفد الغرفة زيارة العديد من الوزارات والمؤسسات التي تمثل مختلف القطاعات الاقتصادية حيث التقى الوفد وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الامداد والتشغيل الدكتور عبد الله الأحمري الذي حصل منه أعضاء الوفد معلومات ومعطيات حول إمكانيات التعاون المشترك في مجال الصحة وهو القطاع الذي يقدم فرصا كبيرة للأعمال بين الجانبين  حيث يستهدف برنامج “رؤية السعودية 2030” رفع متوسط عمر المواطن السعودي من 74 عاما في الوقت الحالي الى 80 عاما ومع نسبة النمو السكاني البالغة 2,5% سنويا في السعودية فإن التحليلات تذهب الى ان القطاع الصحي سيصبح احد اهم قطاعات الاعمال اذ سينمو هذا القطاع بنسبة 11% سنويا بحيث ستصل قيمته الى اكثر من 27 مليار دولار امريكي عام 2020م ومع توقع دخول القطاع الخاص بقوة للاستثمار في هذا القطاع فسوف تنشأ فرص كبيرة للشركات الألمانية للدخول الى هذا السوق خصوصا في مجال التقنيات الطبية والصناعات الدوائية.

هذا النمو يسري أيضا على قطاع الطاقة وهو ما اكدة لقاء الوفد مع نائب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية نائف العتيبي، اذ يفترض ان يتم إضافة 47 الف ميجا وات الى قدرات الطاقة الكهربائية في المملكة بحلول العام 2024م على ان تلعب مصادر الطاقة المتجددة دورا اكبر في هذا الاطار حيث انه ووفقا لرؤية السعودية 2030 يجب ان يتم توسيع مزيج مصادر توليد الطاقة بحيث يصل مقدار الطاقة الكهربائية المولدة عبر مصادر الطاقة المتجددة 3500 ميجا وات بحلول العام 2020م. قطاع السياحة أيضا يشهد اهتماما متزايد في المملكة والذي ظهر جليا خلال زيارة وفد الغرفة لمدينة الدرعية التاريخية، وفي الاجمال فان قطاع الخدمات السياحية ينمو بوتيرة متسارعة اذ يتوقع ان ترتفع عدد الغرف الفندقية من 281 الف غرفة في الوقت الحالي الى 311500 غرفة في عام 2020م. نمو قطاع السياحة يعتمد في تطوره على تطور البنى التحتية الأساسية وخصوصا في قطاع النقل الذي يشهد هو الاخر مزيدا من التطوير والتحديث، وقد حصل أعضاء الوفد على مزيد من المعلومات عن هذا القطاع من خلال لقائهم بنائب وزير النقل فيصل الغامدي الذي شرح للوفد خطط التوسع القائمة حاليا في مطاري الرياض وجدة، الا ان هذا التطوير في شبكات النقل لا يقتصر على المطارات وحسب بل يشمل كل منظومة النقل الأساسية والتي استطاع الوفد الاطلاع عليها خلال تنقله في مدينة الرياض ومشاهدة أعضاءه لمشاريع تطوير خطوط النقل العام في المدينة ومشروع  بناء شبكة المترو تحت الأرض والتي سيصل طولها الى 180كم والذي يتوقع ان يتم الانتهاء منها في العام القادم، هذا المشروع تعمل فيه العديد من الشركات الألمانية ولعل ابرزها شركة سيمنز. ولا تقتصر مشاريع النقل على العاصمة حيث يجري العمل في الوقت الحالي على شبكة النقل السريع بالقطارات والتي ستربط مدن جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة.

وقد استطاع الوفد الحصول على رؤية شاملة لعملية التحديث التي يشهدها الاقتصاد السعودي من خلال الجولة التي قام بها في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية حيث اطلع على العديد من المشاريع الجاري تنفيذها في المدينة واهمها مشروع ميناء الملك عبد الله على البحر الأحمر.

لقد تركت زيارة وفد الغرفة الاقتصادي الى المملكة العربية السعودية انطباعا إيجابيا لدى أعضاء الوفد عن جدوى وفعالية التعاون والشراكة الاقتصادية مع القطاع الحكومي والخاص في المملكة وعن مدى الادراك والوعي الذي يجده المرء عند تعامله مع الجانب السعودي فيما يخص بالحاجات والمتطلبات والجودة التي يرغب في الحصول عليها.