نظّمت الغرفة الملتقى العربي الألماني السابع للطاقة في مدينة ابوظبي عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة يومي 16و 17 نوفمبر 2016م، برعاية وزارة الطاقة في دولة الامارات العربية المتحدة ووزارة الاقتصاد والطاقة الاتحادية الألمانية، بحضور ما يزيد عن 300 من اهم رجال السياسية والاعمال والاقتصاد ومن الخبراء والمختصين في مجال الطاقة من الجانبين العربي والألماني.

في حفل الافتتاح القى سعادة راشد عبدالله المطروشي وكيل وزارة الطاقة كلمة نيابة عن  معالي سهيل محمد المزروعي وزير الطاقة في دولة الامارات اكد فيها اهتمام الامارات الكبير بملف  الطاقة وبشكل خاص الطاقة غير التقليدية ،  حيث تميزت كأحد كبار المستثمرين في العالم ، في مجال الطاقة المنخفضة الكربون ، اضافه الى مشاريع رائدة وسياسات في مجال الطاقة المتجددة والنووية ، فضلا عن كفاءة استخدام الطاقة وعزل الكربون ، كما تُعد الامارات واحدةً من الدول التي تواجهُ تزايداً مستمراً في الطلب على الطاقة ، وتبذل جهوداً كبيرة لتحقيق التوازن المستقبلي في أمن الطاقة ، لضمان تحقيق اقتصاد مستدام ، بالإضافة الى الوفاء بالتزاماتها كمُورد رئيسي للنفط للأسواق العالمية . وأضاف المطروشي ان دولة الإمارات العربية المتحدة حققت مراكزاً متقدمةً عالميا، في سعيها لتحقيق هذا التوازن في عدة محاور، فحققت المرتبة الرابعة عالميا، والاولى على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا، في محور سهولة الحصول على الكهرباء، بحسب نتائج تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2014 الصادر عن البنك الدولي.

معالي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري السيد محمد شاكر المرقبي أكد في حديثة انه لا وجود لأي نمو اقتصادي بدون طاقة كهربائية مضيفا ان تأمين الطاقة سوف يكون اهم موضوع خلال الأعوام القادمة، المرقبي نوه الى ان مصر تعتمد في توليد الطاقة الكهربائية على النفط والغاز الطبيعي حاليا بنسبة 91% وتأتي نسبة 9% المتبقية عبر الطاقة المائية وأنها تسعى الى تعديل ذلك وتطوير مصادر الطاقة المتجددة خصوصا ان مصر تمتلك أفضل الإمكانات والمواقع لتوليد الطاقة بواسطة الرياح في منطقة الشرق الأوسط. من جهته اكد عبدالله سلطان العويس نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالأمارات رئيس غرفة الشارقة على أهمية انعقاد الملتقى في دورته السابعة في ابوظبي وذلك بسبب الأهمية الكبرى التي تحتلها في قطاع النفط والغاز على مستوى العالم إضافة الى ريادتها في قطاع الطاقة المتجددة  حيث تحتضن المقر الرئيسي للمنظمة الدولية للطاقة المتجددة، وأضاف العويس ان انعقاد الملتقى في الامارات يأتي تأكيدا لدعم دولة الامارات لرؤيتها 2021 في التنويع الاقتصادي لدخلها الوطني إضافة للطفرات الاقتصادية والعمرانية والحضارية الكبرى التي حققتها الامارات خلال ال 45 سنة الماضية.

رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية الوزير الاتحادي السابق د. بيتر رامزاور رحب من جانبه بالمشاركين في الملتقى منوها ان العالم العربي يسعى الى تنويع مصادر الطاقة والى رفع كفاءة استخدامها وهو ما ظهر في العديد من الرؤى والمشاريع التي سعت الى تامين امدادات مستدامة للطاقة في المنطقة، وأضاف رئيس الغرفة ان الشركات الألمانية بما تمتلكه من تكنولوجيا ومن خبرة طويلة يمكنها تقديم الحلول لمشاريع الطاقة العربية. دكتور رامزاور شدد أيضا على ان النمو المتسارع في احتياجات الطاقة في العالم العربي جعل التوسع في بناء القدرات في هذا المجال أولوية لدى اغلب الدول العربية، ومن اجل تغطية الاحتياج المتزايد الى الطاقة في المنطقة العربية خلال المستقبل القريب والمتوسط يحتاج القطاع الى استثمارات هائلة حيث ان المنطقة تحتاج حتى العام 2020 طاقة إضافية بقدر 140000 ميجا وات وهو ما يتطلب استثمارات بأكثر من 200 مليار دولار امريكي.

رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة العربية السيد نائل الكباريتي نوه في كلمته الى ما يواجه العالم العربي اليوم من تحديات جسيمة، ففي الوقت الذي تجف فيه المنابع النفطيّة وسط استمرار تراجع أسعار النفط العالمية، يتضاعف في المقابل معدل الزيادة السكانية وهو مرجّح للارتفاع أكثر بكثير مما هو عليه الآن، مؤكدا على أنّ هذا الواقع، يستدعي استنباط الحلول العملية وليس دفن الرؤوس في الرمال، وذلك عبر البحث عن مصادر بديلة للنفط الخام، كي لا تبقى هذه المادة بفعل تقلبات الأسعار سيفا مسلطا على اقتصاداتنا، حيث يعدّ العالم العربي غنيا جداً بموارد الطاقة المتجددة، وأهمها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. واكد السيد نائل الكباريتي على التطلع إلى رفع مستوى التعاون العربي الألماني في قطاع الطاقة باعتباره يُشكّل ربحاً مشتركاً للطرفين وبخاصة في مجال الطاقة المتجددة، حيث يعد قطاع الطاقة المتجددة في ألمانيا من أكثر القطاعات ابتكارا ونجاحا في العالم، وحققت ألمانيا نجاحا كبيرا اليوم للوصول إلى ما يقرب من 30% من نسبة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء، وجهودها مستمرة للتحول الكامل في ألمانيا بحلول عام2050 الى مصادر الطاقة المتجددة، باستخدامهم لمزارع دوارات الرياح ، زيادة استثماراتها في ابحاث مصادر الطاقة المتجددة والعمل في الوقت نفسه على ترشيد الطاقة.

سفير دولة الامارات العربية المتحدة في ألمانيا علي عبد الله الأحمد اعتبر ان مختلف الدول في العالم سواءً كانت دولا منتجة او مستهلكة للطاقة تتشارك نفس الهدف وهو استدامة الحصول على الطاقة معتبرا ان الملتقى يعكس صورة الشراكة العربية الألمانية في مجال الطاقة والمبنية على أساس المصالح المشتركة. سفير ألمانيا في الامارات جوتز لينجنتال تحدث عن ان العالم يحتاج في الوقت الحاضر وأكثر من ذي قبل الى توفير طاقة كافية بشكل ثابت ودائم من اجل الحفاظ على استمرارية ازدهار ونمو العالم.

عضو مجلس إدارة شركة سيمنز الألمانية البرفسور زيجفريد غوسروم أشاد بالدور الرائد الذي تقوم به الامارات العربية المتحدة في مجال الطاقة واستضافتها لملتقى الطاقة للمرة الأولى خارج ألمانيا كما أوضح ان شركة سيمنز بدأت العمل في مجال الطاقة في دولة الامارات العربية المتحدة منذ عام 1992م وان الشركة عازمة على الاستمرار في المستقبل في دعم وتحسين فعالية انتاج الطاقة في المنطقة العربية. من جهته أكد سعيد الفهيم رئيس مجلس إدارة المجلس الألماني الاماراتي المشترك للصناعة والتجارة على ان ملتقى الطاقة سيسهم في تعميق العلاقات والتعاون بين ألمانيا والعالم العربي في واحد من المجالات الهامة كمجال الطاقة. وهو المجال أيضا الذي يمكن ان يشهد مزيدا من التعاون والشراكة خصوصا ان ألمانيا طورت التقنيات المتعلقة بالطاقة التقليدية والمتجددة وان الدول العربية ومنها الامارات تتبع استراتيجيات لتطوير هذا القطاع وتنميته. خالد خليفة الهاجري رئيس لجنة الطاقة في الغرفة والمدير التنفيذي لشركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية شدّد على ان المنطقة العربية هي واحدة من أسرع المناطق نموا في الطلب على الطاقة وان الدول العربية تمتلك الإمكانيات لقيادة السوق العالمي للطاقة الشمسية تماما كما هو حالها الان في قطاع النفط والغاز. وكان امين عام الغرفة الأستاذ عبد العزيز المخلافي قد شجع المشاركين في الملتقى من الجانبين العربي والألماني على الاستفادة من الفرص التي يقدمها الملتقى لتبادل الخبرات والمعلومات وتعزيز التعاون المشترك.

 

هذا وقد تضمنت اعمال الملتقى جلسة عامة بالإضافة الى ثمان جلسات متخصصة شملت العديد من المواضيع المتعلقة بقطاع الطاقة وقد تم في الجلسة العامة التي ادارها الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز في الشرق الأوسط ديتمار سيرزدورفار مناقشة الوضع القائم لقطاع الطاقة في العالم العربي وألمانيا، في هذا الجانب تحدث وزير الكهرباء و الطاقة المتجددة المصري محمد شاكر المرقبي عن جهود مصر في مجال التحول في الطاقة ومحاولة تخفيض الاعتماد على الوقود الاحفوري عبر تطوير قطاع توليد الطاقة عبر الرياح والتي من المقرر خلال العامين القادمين وحتى العام 2018م ان تضيف 4300 ميجا وات. من جهته اكد وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء الدكتور صالح العواجي ان المملكة العربية السعودية تعمل على تطوير وبناء قدراتها في مجال الطاقة المتجددة والمفصلة في رؤية السعودية 2030 والتي تنص على انه بحلول العام 2020م سيتم إضافة 3500 ميجا وات كطاقة إضافية على ان تصل الى 9000 ميجا وات بحلول العام 2030م. وحول مدى مساهمة ألمانيا في عملية التحول في مجال الطاقة في المنطقة العربية أشار كل من الدكتور فايتزلماير من شركة أي ال اف للاستشارات واندرياس فايشت نائب رئيس اتحاد امدادات الطاقة البلدية لشؤون الطاقة على ان مؤسستيهما قد أنجزتا وبنجاح العديد من مشاريع وبرامج الطاقة في المنطقة.

وتضمّن الملتقى ثماني جلسات رئيسية بحثت في: “نظام الطاقة بشكل عام”، “الأطر والتمويل: نماذج التمويل الجديدة والشراكة الاستراتيجية”، “الابتكار والبحث والتطوير التكنولوجي في قطاع الطاقة”، ” الحلول المبتكرة في قطاع صناعة النفط والغاز “، “النماذج الجديدة لإمدادات المياه وإدارة المخلفات”، “النماذج الجديدة في معالجة مياه الصرف الصحي”، “تعزيز كفاءة استخدام الطاقة في قطاعي البناء والصناعة”، “الطاقة المتجددة: الطاقة الشمسية، طاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية”.