كان عام 2023م، عاما قياسيًا لقطاع انتاج الطاقة الشمسية في ألمانيا حيث أفاد اتحاد صناعة الطاقة الشمسية (BSW) أنه تم تركيب أكثر من مليون نظام جديد للطاقة الشمسة في ألمانيا بقدرة انتاج بلغت ما مجموعة 14 جيجا وات إضافية الى انتاج الطاقة الكهربائية، وكان نصف أنظمة الطاقة الشمسية المثبتة حديثًا في عام 2023م هي أنظمة الطاقة المثبتة على شرفات واسطح المنازل، بينما كانت 31 في المئة منها عبارة عن أنظمة كهروضوئية مثبته في المساحات المفتوحة، ونحو 18 في المئة عبارة عن أنظمة مثبتة على الأسطح التجارية. وبشكل اجمالي، هناك حوالي 3.7 مليون نظام لتوليد الطاقة الشمسية في التشغيل في ألمانيا. قامت هذه الأنظمة في عام 2023م، بتوليد حوالي 55 تيرا وات /ساعة من الكهرباء، وهو ما يعادل حوالي 12 في المئة من إجمالي استهلاك الكهرباء في ألمانيا.

     وبهذا الرقم القياسي لأكبر عدد من أنظمة الطاقة الشمسية المثبتة حديثًا بقدرة توليد كهرباء إضافية تبلغ 14.1 جيجا وات، تحتل ألمانيا المركز الأول في التصنيف الأوروبي للطاقة الشمسية تليها إسبانيا بقدرة إضافية جديدة العام 2023م، تبلغ 8.2 جيجاوات ومن ثم إيطاليا بقدرة 4.8 جيجا وات وجاءت بولندا في المركز الرابع بقدرة توليد جديدة من الطاقة الشمسية بواقع 4.6 جيجاوات واحتلت هولندا المركز الخامس بقدرة إضافية تبلغ 4.1 جيجا وات.  ويتوقع الخبراء استمرار ازدهار انتاج الطاقة الشمسية في العام 2024م، فبحسب اتحاد صناعة الطاقة الشمسية يخطط أكثر من 1.5 مليون مالك عقار في ألمانيا لتركيب نظام طاقة شمسية على سطح منزلهم، ويعود ذلك الى ارتفاع أسعار الكهرباء المستمر بالإضافة الى شروط التمويل المغرية التي يتم تقديمها لشراء وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية.

     وبينما تعد ألمانيا السوق الأكبر للطاقة الشمسية في أوروبا، فإن شركات تصنيع الخلايا الكهروضوئية الألمانية بالإضافة الى العديد من شركات الطاقة الشمسية في أوروبا تعاني من أزمة عميقة، فعلى الرغم من أن الطلب على وحدات الطاقة الشمسية بلغ مستوى قياسيًا، إلا أن أسعار الوحدات الكهروضوئية انخفضت بأكثر من النصف والسبب هو فائض الإنتاج الكبير في السوق العالمية من الوحدات الكهروضوئية الرخيصة المصنعة في الصين. ويقول خبير الطاقة الشمسية جان زينيك من شركة الاستشارات الإدارية BCG “إن فائض المعروض في السوق العالمية بلغ مستوى قياسيًا بشكل فريد”. وتشير التقديرات إلى أنه تم في العام 2023م، تركيب ما بين 300 إلى 400 جيجاوات من الأنظمة الكهروضوئية الجديدة في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن القدرة على إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية هي ضعف ذلك.

     وقد قام منتجو الطاقة الشمسية الصينيون على وجه الخصوص بتوسيع مصانعهم بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وفي الوقت نفسه، فرضت الولايات المتحدة والهند قيودًا تجارية على الوحدات الكهروضوئية القادمة من الصين. ولذلك يحاول المصنعون الصينيون بيع منتجاتهم في السوق الأوروبية مقابل أسعار مخفضة وهذا يؤدي إلى أسعار اقل بكثير من نظيراتها المنتجة في أوروبا. وفي حين تعرض الشركات الصينية وحداتها بسعر يتراوح بين عشرة إلى اثني عشر سنتًا لكل وات، فإن المنتجين الأوروبيين يتقاضون عادةً ما يزيد عن 20 سنتًا. ووفقًا لممثلي الصناعة الأوروبيون، بدأ المنافسون غير الأوروبيين مؤخرًا في تقديم وحداتهم حتى بأسعار أقل من تكاليف التصنيع الخاصة بهم. وتطالب الشركات الأوروبية الاتحاد الأوروبي بشراء مخزونات انتاجها من وحدات الطاقة الشمسية، وتعديل المساعدات المالية للأزمات، مؤكدة ان “الاتحاد الأوروبي يواجه مرحلة حرجة، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، سيضطر المصنعون الكبار للوحدات الشمسية في أوروبا ومورديهم الأوروبيين إلى إيقاف انتاجهم”.