نظمت غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية خلال الفترة من 20 وحتى 22 من شهر يناير 2018م زيارة لوفد من ممثلي الشركات الألمانية من مختلف القطاعات الاقتصادية الى دولة الكويت، وقد ترأس الوفد الاقتصادي الدكتور بيتر رامزور رئيس الغرفة والوزير الاتحادي السابق والأستاذ عبد العزيز المخلافي امين عام الغرفة. وتمثل الزيارة الى الكويت فرصة للاطلاع على إمكانيات إقامة الاعمال والاستثمار وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين خصوصا ان الاقتصاد الكويتي يمثل واحدا من أكثر الاقتصادات ثباتا ونموا في المنطقة بسبب العديد من العوامل من أهمها الاحتياطيات النقدية الكبيرة وانخفاض حجم الدين الحكومي بالإضافة الى السياسيات المالية المناسبة والتي أوردتها دراسة لصندوق النقد الدولي عن الاقتصاد الكويتي، كل هذه العوامل سوف تؤدي الى نمو قوى لاقتصاد دولة الكويت الامر الذي سيوفر فرص تعاون كبيرة للشركات الألمانية.

اللقاء مع رئيس الوزراء الكويتي  

في إطار زيارة وفد الغرفة استقبل رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح كل من الأستاذ على الغانم رئيس غرفة الكويت للصناعة والتجارة والدكتور بيتر رامزور رئيس الغرفة والأستاذ عبد العزيز المخلافي الأمين العام بالإضافة الى سفير ألمانيا لدي الكويت السيد كارفليد بيرجنر، وقد أشاد رئيس الوزراء جابر الصباح بالعلاقات الممتازة بين الكويت وجمهورية ألمانيا الاتحادية، من جانبهما استعرض الدكتور رامزور والأستاذ عبد العزيز المخلافي العلاقات الجيدة بين البلدين وأشار رئيس الغرفة بيتر رامزور الى الاستثمارات الكويتية في ألمانيا مشيدا بالاستمرارية في التعاون المشترك بين الكويت وألمانيا، بالإضافة الى ذلك تم التطرق الى الملتقى الاقتصادي العربي الألماني القادم والذي ستكون الكويت شريكة الملتقى لهذا العام، وقد تم خلال هذا اللقاء توجيه الدعوة الى الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح لحضور الملتقى.

في زيارة الوفد الاقتصادي الى مقر غرفة صناعة وتجارة الكويت أكد رئيس الغرفة الأستاذ على الغانم على علاقات التعاون الطويلة والمتينة بين البلدين مشيدا كذلك باستمرار الصادرات الألمانية وثباتها الى الكويت حيث بلغت قيمة هذه الصادرات في العام 2016م نحو 1,4 مليار يورو وهو ما يجعل ألمانيا خامس أكبر دولة مصدرة الى الكويت، الدكتور بيتر رامزور عبر من جهته عن شكره للدعوة التي قدمت لزيارة الكويت والتي تهدف الى استعراض وبحث إمكانات التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات.

وتم اطلاع الوفد على شروط وظروف الاستثمار في الكويت حيث تم عرض الشروط القانونية للاستثمار الأجنبي في الكويت والتي كان من أبرزها الحصول مباشرة من الهيئة على تصريح بتأسيس شركة بدون الحاجة الى وجود شريك محلي، وقد دارت بعد ذلك حوارات ومناقشات بين أعضاء الوفد وعدد من ممثلي الشركات الكويتية للبحث حول إقامة قنوات تواصل وسبل وامكانات التعاون المشترك.

وزارة الاشغال العامة كانت من ضمن المحطات التي توقف فيها الوفد حيث رحبت وكيلة الوزارة السيدة عواطف سليمان الغنيم بأعضاء الوفد واطلعتهم على المشاريع الكبرى التي تنفذها الوزارة، كما التقى الوفد في وزارة الكهرباء والمياه وكيل الوزارة  محمد بوشهري الذي قدم ايضاحا حول اهم المشاريع التي يجري تنفيذها وتلك التي يخطط لإنجازها مشيرا الى ان هنالك العديد من الفرص ليس فقط للشركات الكبرى بل أيضا للشركات الصغرى والمتوسطة للمشاركة في هذه المشاريع خصوصا في مجال بناء محطات الكهرباء، الشبكات الذكية  وامن الشبكات حيث الخبرة الألمانية في هذه المجالات مطلوبة.

وفي هذا المجال أشار بدر الشراد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، إن أحد المشاريع البارزة في البلاد هو محطة الدبدبة للطاقة الشمسية. والتي سيتم تشغيلها في عام 2020م بطاقة اجمالية تبلغ 1.5 جيجاوات. ويتمثل ارتفاع استهلاك الطاقة أحد التحديات في الكويت ولهذا السبب تركز مؤسسة البترول الكويتية على التطوير والاستثمار في مجالات الطاقة الكهروضوئية، الطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح. في قطاع النفط والغاز ترغب الدولة في زيادة قدراتها على الإنتاج على المدى الطويل من أجل تأمين مزيج مستدام للطاقة في المستقبل أيضا. ووفقا لاستراتيجية التنمية الكويتية، فإنه سيتم زيادة قدرة انتاج النفط من 3.3 مليون برميل يوميا في الوقت الحاضر إلى 4.75 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040م.

في لقاء أعضاء وفد الغرفة بنائب وزير الصحة الدكتور محمد الخشتي أوضح نائب الوزير ان قطاع الصحة يمثل أحد مجالات التعاون الجيدة بين الكويت وألمانيا حيث تم ويتم تأهيل العديد من الأطباء الممارسين في الكويت في ألمانيا كما يتم استيراد الكثير من الادوية والمستلزمات الطبية الأخرى منها بالإضافة الى ان ألمانيا تمثل احدى الوجهات المفضلة لتلقى العلاج بالنسبة للمواطنين الكويتيين حيث تدعمهم الوزارة في الحصول على مكان في احدى المستشفيات وكذلك في انهاء إجراءات الحصول على تأشيرة السفر. من جانبه دعا نزار معروف، نائب مدير مجموعة فيفانتس الطبية العالمية وعضو مجلس ادارة الغرفة الى تعزيز مشاركة الطلبة الكويتيين في البرنامج التدريبي لمجموعة فيفانتس، بشكل خاص، كما ينبغي، بشكل عام، تعزيز تعليم وتدريب الأطباء الكويتيين في ألمانيا بصورة أكبر في المستقبل.

كما اطلع أعضاء الوفد خلال لقائهم مع سالم​ مثيب الأذينه، الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية الاتصالات والمعلومات (CITRA)عن نشاط الهيئة في مجال امن المعلومات واهم المشاريع الجاري اعدادها وتنفيذها في هذا الجانب والذي يعد أهمها مشروع “ممر الكويت” وهو المشروع الذي يهدف إلى جعل الكويت مركزا للنقل العابر للبيانات الدولية، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع خلال 18 شهرا فقط.

في وزارة الاعلام والسياحة التقى أعضاء الوفد بوكيل الوزارة جاسم الحبيب الذي اكد على ان تعزيز قطاع السياحة في الكويت يعد هدفا مهما، على الرغم من ان القطاع يضل حتى اللحظة محدودا نوعا ما الا ان هنالك العديد من الخطط والبرامج المزمع تنفيذها خلال الفترة بين عامي 2018م و 2020م من اجل جعل الكويت اكثر جاذبية للسياح الأجانب، ومن ضمن هذه المشاريع مشروع لإقامة حديقة حيوانات بالإضافة الى مدينة ترفيهية كما انه من المقرر أن تصبح وزارة السياحة مؤسسة مستقلة، حيث تشرف حاليا على شركات الطيران والفنادق ومناطق الجذب السياحي سلطات مختلفة. وعلاوة على ذلك، سيتم تطبيق نظام تصنيف للفنادق كما سيتم تبسيط إجراءات منح التأشيرات للسياح الأجانب.

كما اقام سفير ألمانيا لدى الكويت السيد كارفليد بيرجنر حفل استقبال على شرف اعضاء الوفد.

وقد انتهت زيارة الوفد الاقتصادي للغرفة بقناعة لدي المشاركين بوجود إمكانيات كبيرة لمزيد من تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاقتصادية بين الكويت وألمانيا والتي سيمثل الملتقى الاقتصادي العربي الألماني القادم، والذي تم اختيار الكويت كالدولة الشريكة لهذا العام، فرصة لمزيد من العمل والتباحث حول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية الكويتية الألمانية.