يعتمد التعاون بين الدول العربية وألمانيا على قطاعات عديدة من أهمها قطاع الطاقة ويعمل الجانبان على تعزيز وتطوير علاقات التعاون في هذا القطاع خصوصاً فيما يتعلق بمجال الطاقات المتجددة الذي يتضمن فرص تعاون مستقبلية كبيرة. فالعالم العربي يوفر اطارًا مثالياً لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بينما تتمتع الشركات الألمانية على مستوى العالم بتقنيات رائدة وخبرات فريدة في هذا المجال. وشكّل التعاون في هذا القطاع المحور الأساسي لملتقى الطاقة العربي الألماني الثاني الذي انعقد يومي  20 ، 21 اكتوبر في فندق أدلون في برلين.

شارك في الملتقى حوالي 300 من الخبراء وصنّاع القرار من العالم العربي ومن ألمانيا وأوروبا ونظمته الغرفة بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) والأمانة العام لجامعة الدول العربية والإتحاد الألماني لصناعة المراجل البخارية والخزانات وخطوط الأنابيب (FDBR) والإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية ومبادرة ديزرتك الصناعية (Dii) بالإضافة إلى إتحاد المهندسين الاستشاريين (VBI) ومجلس الطاقة العالمي. وقد أٌقيم الملتقى تحت رعاية الدكتور فيليب روسلر وزير الاقتصاد الإتحادي الألماني.

اشار الدكتور توماس باخ، رئيس الغرفة، في كلمته التي القاها في حفل الافتتاح إلى استراتيجية ألمانيا في اغلاق مفاعلاتها النووية عام 2022م  والبحث عن بدائل لتوفير الطاقة. هذه الاستراتيجية لابد لها من تعاون مع الدول الأخرى، وستشكل الدول العربية بالتأكيد شريكاً مهماً لانجاح هذه الاستراتيجية. فالاقتصاد الألماني والأوروبي سيعتمدان في المستقبل بشكل أكبر وفقاً لهذه الاستراتيجية على الواردات من البترول والغاز الطبيعي من العالم الخارجي.

وتابع رئيس الغرفة قائلاً أن فرص التعاون لاتزال واسعة على ضوء احتياج الدول العربية المتزايد للطاقة وهو ما سيوفر فرصاً واسعة للشركات الألمانية لإقامة علاقات عمل جديدة مع العالم العربي. فعلى سبيل المثال ستستثمر دول مجلس التعاون الخليجي حوالي 300 ميليارد دولار أمريكي في قطاع الطاقة خلال العقد الحالي، كما وسيدخل مجال الطاقات المتجددة في خطط التنمية المستقبلية لجميع الدول العربية، وقد قامت  بالفعل شركات ألمانية باجراء العديد من الدراسات والمشاريع في هذا المجال في دول الخليج ومصر والمغرب.

ونوه معالي البروفسورالدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي، سفير المملكة العربية السعودية وعميد السلك الدبلوماسي العربي، في كلمته إلى أن التنمية الاقتصادية تعتمد بشكل جوهري على قطاع الطاقة. منوهاً إلى أن معدل الاحتياج إلى الطاقة في العالم العربي سيتضاعف في الأعوام العشرين المقبلة. وأضاف معاليه بأن مجال الطاقات المتجددة هو الحل الأنسب لسد مثل هذا الاحتياج وسيفتح آفاقاً جديدة للشراكة مع ألمانيا.

واشار السيد يوخن هومان، سكرتير الدولة في وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية إلى التحولات الحاصلة حالياً في بعض الدول العربية والتي تعطي أهمية متزايدة للتعاون الاقتصادي العربي الألماني بما في ذلك التعاون في مجال الطاقات المتجددة. فألمانيا تمتلك التكنولوجيا المتقدمة والعالم العربي يمثل مصدراً ثميناً للطاقة الشمسية، ومن أهم الأمثلة على التعاون العربي الألماني مستقبلاً مبادرة ديزرتك الصناعية. وأضاف السيد هومان كذلك بأنه لابد من تعزيز علاقات التعاون لتشمل مجالات أخرى مثل مجال كفاءة استخدام الطاقة.

وتحدث السيد فيكتور إلبلينغ رئيس دائرة الاقتصاد والتنمية المستدامة في وزارة الخارجية الألمانية عن الدور الذي تلعبه سياسة الطاقة في علاقات التعاون بين ألمانيا والدول الأخرى، خصوصا الدول العربية. وأكدّ بدوره أن "رياح التغيير" التي تحدث في المنطقة ستخلق فرصاً وتحديات جديدة. ونوّه إلى حاجة الدول العربية إلى نظام ذكي وفعّال يوفر الطاقة ويسد احتياجها المتزايد للطاقة. وألمانيا مستعدة تماما لتعزيز التعاون بشكل أكبر في هذا القطاع. وختم إلبلينغ كلمته بقوله: "دعونا نبدأ صفحة جديدة في توسيع علاقاتنا الاقتصادية".

وعبّر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في الكلمة التي القتها نيابةً عنه السيدة جميلة مطر، رئيسة ادارة الطاقة في جامعة الدول العربية، عن تقديره لعلاقات التعاون الاقتصادي بين الدول العربية وألمانيا والتي ستعززها بالتأكيد الشراكات المستقبلية في قطاع الطاقة.

وخلال مأدبة العشاء التي أقيمت في اليوم الأول من المتلقى ألقى الدكتور فرانك فالتر شتاينماير، رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديموقراطي في البرلمان الألماني، كلمة تحدث فيها عن علاقات التعاون العربي الألماني، حيث يمثل الشرق الأوسط أهمية خاصة لألمانيا، وقد زار معظم دولها عندما كان وزيراً للخارجية. واشار إلى أن علاقات التعاون العربي الألماني ممتازة لكن ينبغي أن نعززها ونوسعها بشكل أكبر. وشملت كلمة الدكتور شتاينماير التنويه إلى "الربيع العربي" وعن توجه ألمانيا لدعم عملية الإصلاح في العالم العربي. كما تناول التطورات السياسية في المنطقة ومنها عملية السلام المتعثّرة.

لمزيد من التفاصيل عن الملتقى يرجى زيارة الصفحة الرئيسية للملتقى.