نظَّمت الغرفة ومؤسسة معرض برلين للمرة الأولى هذه السنة "الملتقى السياحي العربي ـ الأوروبي" ‏بالتعاون مع المفوضية الأوروبية. وشارك في الملتقى الأورومتوسطي الذي افتتحه رئيس الغرفة الدكتور ‏توماس باخ، وريموند هوش رئيس مجلس إدارة معرض برلين وعميد السلك الدبلوماسي العربي سفير ‏المملكة العربية السعودية البروفسور أسامة شبكشي نحو 200 ممثل عن الدول العربية والأوروبية ‏المشاركة كما تحدث فيه الأمين العام لمنظمة السياحة الدولية طالب الرفاعي والوكيل البرلماني لوزارة ‏الاقتصاد الألمانية المشرفة على السياحة إرنست بورغباخر.‏

ناقش الملتقى الملتقى السياحي العربي ـ الأوروبي الأول في برلين مواضيع التعاون المشترك الذي تتيحه ‏الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية "إيروميد" في المجال السياحي وآفاقه. ويشمل التعاون المقترح التخطيط ‏لمشاريع سياحية مشتركة مع بحث خطوات تنفيذها وتمويلها، والعمل على وضع سياسات ملائمة لدعم ‏حركة السياحة والسفر بين المنطقتين، كما يدعم توجهات دول البحر المتوسط العربية لتوسيع البنى ‏التحتية للسياحة وتحديثها، وتنظيم أنظمة التدريب والتأهيل اللازمة لتحسين الخدمات السياحية المقدَّمة.‏

أشاد سعادة الدكتور توماس باخ رئيس الغرفة في كلمته الافتتاحية إلى الامكانات الواسعة والنمو المتسارع ‏للسياحة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ونوّه إلى الأهمية المتزايدة للقطاع السياحي كعامل إقتصادي ‏واجتماعي وثقافي يفتح أبواب التفاهم بين الشعوب ويساهم في إزالة الأحكام السلبية المسبقة، معتبراً أن ‏حوض البحر المتوسط لا يشكل فاصل حدودي وإنما جسر يربط بين أوروبا والعالم العربي، كما طرح ‏الدكتور باخ أمثلة عن النجاحات التي حققتها بعض الدول العربية في عام الأزمة الاقتصادية العالمية ‏‏2009 في المجال السياحي، حيث زار لبنان أكثر من 1،8 مليون سائح بزيادة قدرها 40 بالمائة مقارنة ‏مع العام الأسبق والمغرب 8،3 مليون سائح بزيادة 6 بالمائة وسوريا 6 مليون سائح بزيادة 12 بالمائة. ‏وأكد الدكتور باخ بأن الملتقى السياحي العربي الأوروبي يهدف إلى تقوية القطاع السياحي والحركة ‏السياحية بين ضفتي البحر المتوسط داعماً بذلك مساعي وزراء السياحة العرب والأوروبيين المعنيين ‏والعاملين على تحقيق نفس الهدف.‏

كما رحب رايموند هوش الرئيس التنفيذي لمؤسسة معارض برلين بالتعاون المتواصل مع الغرفة لتنظيم ‏الملتقى ضمن فعاليات معرض برلين الدولي للسياحة والذي سجل رقماً قياسياً جديداً بعدد العارضين به ‏والذي فاق هذا العام على 11127 عارضاً جاؤوا من 187 دولة.‏

وتحدث معالي الأستاذ الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي سفير المملكة العربية السعودية وعميد ‏السلك الدبلوماسي العربي في ألمانيا عن عراقة السياحة في الدول العربية والتي نتجت عن رحلات الحج ‏وأشار إلى أن دولتين عربيتين وهي مصر والعراق كانتا من بين الدول الخمسة الأوائل العارضة في ‏معرض برلين الدولي للسياحة الأول الذي أقيم في العام 1966 كما تطرق معاليه إلى حاضر السياحة ‏العربية الألمانية ومستواها وتطورها وهيكلها وماهيتها ومقاصدها.‏

من ناحيته أشار الدكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية إلى أهم الجوانب المتعلقة ‏بالسياحة كمصدر للدخل وعنصر لمكافحة الفقر وتكريث التفاهم بين الناس والحضارات ودعم التنمية ‏الاقليمية كما تؤدي في منطقة البحر المتوسط أيضاً إلى تقوية روابط حسن الجوار ونشر مبادئ السماح ‏مذكراً بالتحديات الاقتصادية والبيئة المرتبطة بالسياحة في منطقة البحر المتوسط والتي تستحوذ على ثلث ‏حركة السياحة في العالم ويصرف عليها ما يقارب الـ 200 مليار يورو.‏

وتحدث وكيل وزراة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية ومفوض الحكومة الألمانية للسياحة إرنست بورجباخر ‏عن آثار الأزمة على حركة السياحة في ألمانيا وعن الإتجاهات الإيجابية التي تم تسجيلها في هذا المجال ‏في الربع الأخير من العام 2009 وفي الشهرين الأوليين للعام الجاري وسلط الضوء على أهمية السياحة ‏في إقامة وتوسيع علاقات التعاون الإقليمية منوهاً إلى الشراكة الأوروبية المتوسطية وإتحاد البحر المتوسط ‏ومنطقة التجارة الحرة الأوروبية المتوسطية والتجارة الحرة الأوروبية الخليجية حيث تشمل هاتين المنطقتين ‏أكثر من 800 مليون إنسان. ‏

وفي جلسة خاصة أدارها يورجن هوجريفه عضو مجلس إدارة الغرفة تم طرح ومناقشة المواضيع المرتبطة ‏بالسياحة المتوسطية مع مراعاة مبدأي المسؤولية والإستدامة حيث أكدت معالي وزيرة السياحة الأردنية مها ‏الخطيب على الدور الهام للسياحة في مكافحة الفقر والهجرة ودعت القطاع الخاص إلى التعاون وأخذ ‏زمام المبادرة في تطوير السياحة ومما ينتج عنها من إيجابيات للبلد المعني بما فيها العمالة والتعامل ‏العقلاني مع مصادر المياه والطاقة والحفاظ على البيئة وهذا ما أيدتها به المديرة العامة لمنظمة السياحة ‏في قبرص فوبه كاتسوريس وبيّن معالي وزير السياحة اللبناني فادي عبّود حاجة السياحة في بلده إلى ‏تحديث بنيتها التحتية رغم مستواها المتطور نسبياً وإلى تنويع العروض السياحية منوهاً إلى إرتفاع أرقام ‏عدد السواح في لبنان في عام 2009 بنسبة قدرها 42 بالمائة مقارنة مع العام الأسبق. ‏

أما الجلسة الأخير التي أدارها قيصر حجازين الأمين العام للغرفة التجارية العربية البلجيكية ‏اللوكسمبورجية فعالجت موضوع أفضل التطبيقات العملية لتمويل المشاريع السياحية في منطقة البحر ‏المتوسط حيث نوه بيير دوسي من الإدارة العامة للعلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية في بروكسل ‏إلى أهمية السياحة وأبعادها الإقتصادية والسياسية والثقافية والإجتماعية ودورها في التفاهم والتقارب بين ‏الشعوب وأشاد بالملتقى السياحي العربي الأوروبي مؤكداً على إهتمام المفوضية في توسيع التعاون مع ‏مختلف الغرف العربية الأوروبية المشتركة وخاصة من أجل معرفة الحاجات الحقيقية لجيران أوروبا في ‏جنوب المتوسط لتقوية التعاون السياحي والذي سيتم بحثه في المؤتمر الذي سيعقد في مايو القادم في ‏برشلونة على مستوى وزراء سياحة دول الأوروميد. كما تم عرض بعض الجوانب العملية لطرق التمويل ‏في القطاع السياحي من قبل كامبل تومسون مستشار في بنك الإستثمار الأوروبي وديتر ساملروت ‏المسؤول المالي لشركة ‏TUI‏ والتي تملك أو تتعاون مع حوالي 240 فندق تحتوي على مايزيد عن100 ‏ألف سرير. وقدم الأستاذ الدكتور جمال بن حسين من جامعة العلوم التطبيقية في ميونخ عرضاً عن ‏تطور السياحة وبنيتها التحتية وتركيبة وحاجات السواح في منطقة البحر المتوسط. وفي كلمته الختامية ‏أكد فرانسيسكو إينللو من المفوضية الأروبية على الطابع الشامل للسياحة وعلى وجوب الإستفادة من ‏المصادر المحلية وتطويرها لتشجيع السياحة المستدامة في دول البحر المتوسط.‏