يشهد الاقتصاد الألماني نموا مستمرا منذ 8 سنوات كما تحقق الصادرات الألمانية أرقاما قياسية متوالية، هذا الازدهار الذي تعيشه ألمانيا ينعكس إيجابيا على بقية دول الاتحاد الأوروبي فبحسب دراسة أعدها المعهد السويسري للأبحاث الاقتصادية تشير التقديرات الى ان الاقتصاد الألماني يؤمن ما يقرب من خمسة ملايين وظيفة في دول الاتحاد الأوروبي، فكما نمت الصادرات الألمانية الى رقم قياسي جديد والذي بلغ أكثر من 1279 مليار يورو نمت الواردات الألمانية بأرقام قياسية هي أيضا حيث وصلت الى 1035 مليار يورو في العام 2017م.

وتأتي 70% من الواردات الألمانية من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وتشمل هذه الواردات بشكل رئيسي على المنتجات الصناعية الأولية وعلى السلع الرأسمالية، وعلى سبيل المثال تعتمد ما يقرب من 900 ألف وظيفة في بولندا على صادرات هذا البلد الى الأسواق الألمانية وكذلك تعتمد 500 ألف وظيفة في كل من هولندا وجمهورية التشيك على الصادرات الى ألمانيا.

هذا وكان الارتفاع القياسي للصادرات الألمانية والفائض التجاري الكبير الذي حققته ألمانيا خلال السنوات الماضية وبلغ في العام 2017م نحو 245 مليار يورو محل انتقادات من قبل العديد من الدول وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية وعدد من المؤسسات المالية الدولية بدعوى تعرض الدول الأخرى لأضرار اقتصادية وعدم استفادتها من هذا الفائض التجاري الألماني الكبير.