تشهد ألمانيا نمواً مستمراً في توليد الكهرباء عبر أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، حيث بلغت حصتها من إجمالي إنتاج الكهرباء العام الماضي نحو 14 في المئة، وهو رقم قياسي جديد. حيث يزداد عدد الشركات والمنازل التي تعتمد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي (Destatis)، بلغ عدد أنظمة الطاقة الشمسية المركبة في ألمانيا حتى مارس 2025م، حوالي 4,2 مليون نظام على الأسطح والأراضي بقدرة توليد كهرباء تبلغ نحو 98,3 جيجا وات، وقد ارتفع عدد هذه الأنظمة بنسبة 23,7 في المئة مقارنة بالعام السابق، بينما زادت القدرة على توليد الكهرباء بنسبة 21,9 في المئة.

     في عام 2024، ضخت أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية نحو 59,5 مليون ميجاوات/ساعة من الكهرباء في الشبكة، لتشكل بذلك 13,8 في المئة من إجمالي الإنتاج المحلي، وهو أعلى مستوى يُسجل حتى الآن. ووفق الإحصاءات، شهد العام الماضي استيراد أنظمة طاقة شمسية بقيمة تزيد على 1,8 مليار يورو، وكانت الصين المصدر الأكبر بنسبة 86 في المئة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه البيانات تشمل الأنظمة التي تغذي شبكات الكهرباء العامة وتحتوي على عدادات قياس، فيما لا تُحتسب الأنظمة الصغيرة عادةً، مثل أنظمة الطاقة الشمسية المركبة على شرفات المنازل والتي يصل عددها الآن نحو مليون وحدة.

     وبهذا المستوى من انتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية تكون ألمانيا قد أنجزت نصف خطة التوسع بالطاقة الشمسية المقررة حتى عام 2030، حيث بلغت القدرة المركبة نحو 107,5 جيجا وات، ومن المستهدف الوصول إلى 215 جيجا وات. ويبلغ عدد الأنظمة الإجمالي على الأسطح والشرفات والأراضي المفتوحة وايضاً على المسطحات المائية، نحو 5,3 ملايين نظام، تغطي حوالي 15 في المئة من احتياجات الكهرباء في ألمانيا.

     ويشير Carsten Körnig، المدير التنفيذي للاتحاد الألماني لصناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية (BSW-Solar)، إلى أن الطاقة الشمسية تحولت خلال 25 عاماً من تقنية باهظة التكلفة كانت تُستخدم في الأقمار الصناعية إلى أرخص وسيلة لتوليد الكهرباء على الأرض. ومع ذلك، شهد توسع الطاقة الشمسية مؤخرًا بعض التباطؤ، وحذر Körnig من خفض الوتيرة، خصوصاً مع تزايد الطلب على الكهرباء. وبحسب الوكالة الاتحادية للشبكات (Bundesnetzagentur)، فإن معظم الأنظمة المركبة توجد على المباني والأسطح، تليها الأنظمة الأرضية المفتوحة، التي رغم عددها القليل البالغ نحو 20 ألف نظام، توفر قدرة إجمالية تبلغ نحو 33 جيجا وات.

     وعلى عكس هذا النمو الكبير في انتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية شهد الربع الأول من هذا العام، لأول مرة منذ عامين، توليد المزيد من الكهرباء من مصادر الطاقة الأحفورية مقارنة بالطاقة المتجددة، ويرجع السبب الرئيسي إلى ضعف الرياح. ففي هذا الربع، هبت الرياح في ألمانيا بشكل ضعيف، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الكهرباء المتجددة إلى 49,5 في المئة من إجمالي الإنتاج المحلي، مقابل 58,5 في المئة في نفس الفترة من عام 2024م. وفي المقابل، ارتفع إنتاج الكهرباء من المصادر الأحفورية مثل الفحم والغاز الطبيعي إلى 50,5 في المئة، بعد أن كان 41,5 في المئة في العام السابق. وكان نصيب طاقة الرياح من توليد الكهرباء منخفضًا بنفس القدر آخر مرة في العام 2021م، (24,2 في المئة). وقد تم تعويض الانخفاض بشكل رئيسي عبر تشغيل محطات توليد الكهرباء التقليدية العاملة بالوقود الاحفوري.

     ورغم التراجع العام في الطاقة المتجددة، بقيت طاقة الرياح المصدر الأكثر أهمية لتوليد الكهرباء في ألمانيا في الربع الأول من العام 2025م، بنسبة 27,8 في المئة، يليها الفحم بنسبة 27 في المئة، بينما ارتفع نصيب الغاز الطبيعي إلى 20,6 في المئة مقابل 15,8 في المئة في العام السابق 2024م.  كما ارتفعت واردات ألمانيا من الكهرباء في الربع الأول بنسبة 14,9 في المئة لتصل إلى 19,3 مليار كيلو وات/ ساعة، بينما انخفضت الصادرات بنسبة 3 في المئة لتصل إلى 16,2 مليار كيلو وات/ ساعة.